کد مطلب:109734 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:249

خطبه 016-به هنگام بیعت در مدینه











من كلام له علیه السلام

لمّا بویع بالمدینة وفیها یخبر الناس بعلمه بما تؤول إلیه أحوالهم وفیها یقسمهم إلی أقسام:

ذِمَّتی بِمَا أَقُولُ رَهِینَةٌ وَأَنَا بِهِ زَعِیمٌ. إِنَّ مَنْ صَرَّحَتْ لَهُ العِبَرُ عَمَّا بَیْنَ یَدَیْهِ مِنَ المَثُلاتِ، حَجَزَتْهُ التَّقْوَی عَنْ تَقَحُّمِ الشُّبُهَاتِ. أَلاَ وَإِنَّ بَلِیَّتَكُمْ قَدْ عَادَتْ كَهَیْئَتِهَا یَوْمَ بَعَثَ اللهُ نَبِیَّهُ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ. وَالَّذِی بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً، وَلَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً، وَلَتُسَاطُنَّ سَوْطَ الْقِدْرِ، حَتَّی یَعُودَ أَسْفَلُكُمْ أَعْلاَكُمْ، وَأَعْلاَكُمْ أَسْفَلَكُمْ، وَلَیَسْبِقَنَّ سَابِقُونَ كَانُوا قَصَّرُوا، وَلَیُقَصِّرَنَّ سَبَّاقُونَ كَانُوا سَبَقُوا. وَاللهِ مَا كَتَمْتُ وَشْمَةً، وَلا كَذَبْتُ كِذْبَةً، وَلَقَدْ نُبِّئْتُ بِهذَا الْمَقَامِ وَهذَا الْیَوْمِ. أَلاَ وَإِنَّ الْخَطَایَا خَیْلٌ شُمُسٌ حُمِلَ عَلَیْهَا أَهْلُها، وَخُلِعَتْ لُجُمُهَا، فَتَقَحَّمَتْ بِهِمْ فی النَّار. أَلاَ وَإِنَّ التَّقْوَی مَطَایَا ذُلُلٌ، حُمِلَ عَلَیْهَا أَهْلُهَا، وَأُعْطُوا أَزِمَّتَها، فَأَوْرَدَتْهُمُ الْجَنَّةَ. حَقٌّ وَبَاطِلٌ، وَلِكُلٍّ أَهْلٌ، فَلَئِنْ أَمِرَ الْبَاطِلُ لَقَدِیماً فَعَلَ، وَلَئِنْ قَلَّ الْحقُّ فَلَرُبَّمَا وَلَعَلَّ، وَلَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَیءٌ فَأَقْبَلَ! قال السید الشریف: وأقول: إنّ فی هذا الكلام الأدنی من مواقع الإحسان ما لاتبلغه مواقع الاستحسان، وإنّ حظ العجب منه أكثر من حظ العجب به. وفیه ـ مع الحال التی وصفنا ـ زوائد من الفصاحة لا یقوم بها لسان، ولا یَطَّلع فَجها إنسان، ولا یعرف ما أقول إلاّ من ضرب فی هذه الصناعة بحق، وجری فیها علی عرق، (وَمَا یَعْقِلُهَا إلاّ العَالمِونَ).

ومن هذه الخطبة وفیها یقسّم الناس إلی ثلاثة أصناف

شُغِلَ مَنِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ أَمَامَهُ! سَاعٍ سَرِیعٌ نَجَا، وَطَالِبٌ بَطِیءٌ رَجَا، وَمُقَصِّرٌ فی النَّارِ هَوَی. اَلْیَمِینُ وَالشِّمالُ مَضَلَّةٌ، وَالطَّرِیقُ الوُسْطَی هِیَ الْجَادَّةُ، عَلَیْهَا بَاقِی الْكِتَابِ وَآثَارُ النُّبُوَّةِ، وَمِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ، وَإلَیْهَا مَصِیرُ الْعَاقِبَةِ. هَلَكَ مَنِ ادَّعی، وَخَابَ مَنِ افْتَرَی. مَنْ أَبْدَی صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَكَ. وَكَفَی بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَلاَّ یَعْرِفَ قَدْرَهُ. لاَیَهْلِكُ عَلَی التَّقْوَی سِنْخُ أَصْلٍ، وَلاَ یَظْمَأُ عَلَیْهَا زَرْعُ قَوْمٍ. فَاسْتَتِرُوا فِی بِبُیُوتِكُمْ، وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَیْنِكُمْ، وَالتَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِكُمْ، وَلاَ یَحْمَدْ حَامِدٌ إِلاَّ رَبَّهُ، وَلاَ یَلُمْ لاَئِمٌ إِلاَّ نَفْسَهُ.